إعلان

أهم 7 نصائح وقواعد إدارة المخاطر في التداول لازم تعرفها

التداول في الأسواق المالية ينطوي على مخاطر متعددة، مثل مخاطر الرافعة المالية، التقلبات الحادة للأسعار، مخاطر السيولة، وحتى خطر الخسارة الكاملة لرأس المال. كمتداول، لا يمكنك منع كل هذه المخاطر، خاصة المفاجئة وغير المتوقعة منها. ولكن، يمكنك بالتأكيد الحد من آثارها وتداعياتها من خلال إدارة مخاطر صارمة وسليمة.

نصائح واستراتيجيات إدراة المخاطر في التداول

تعرف على ما هي إدارة المخاطر في التداول ولم هي مهمة، وما هي أهم استراتيجيات وقواعد إدارة مخاطر التداول التي يمكنك اتباعها والالتزام بها لتقليل خسائرك وزيادة أرباحك.

ما هي إدارة المخاطر في التداول؟

إدارة المخاطر في التداول (Risk Management In Trading) هي عملية حيوية تشمل تحديد وتقييم المخاطر المرتبطة بالتداول في أي سوق مالي أو أداة مالية. الهدف منها هو اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذه المخاطر وتقليل آثارها السلبية المحتملة. إنها ركيزة أساسية لأي خطة تداول ناجحة، إلى جانب الإستراتيجية وإدارة المشاعر.

ما أهمية إدارة المخاطر في التداول؟

لتدرك مدى أهمية إدارة المخاطر في التداول، فقط ضع في اعتبارك أنه حتى لو كنت تتقن التحليل الفني والتحليل الأساسي وتمتلك استراتيجية تداول ناجحة في توقع مسارات الأسعار، بدون إدارة مخاطر قد تحقق نتائج إيجابية على المدى القصير لكنك على المدى الطويل قد تخسر أموالك في النهاية.

لتقليل خسائرك وحماية أرباحك، من المهم جدا أن يكون لديك استراتيجية تداول تشمل إدارة المخاطر. بدونها، من السهل ارتكاب أخطاء قد تكبدك خسائر يصعب عليك تعويضها. إن إدارة المخاطر يجب أن تكون عنصرا مهما وأساسيا في خطتك واستراتيجية التداول الخاصة بك، فهي لن تقلل فقط من خسائرك وتحمي أرباحك وإنما ستساعدك حتى في تحسين أدائك والسيطرة على مشاعرك وستضمن لك تحقيق أرباح مستقرة ومستدامة على المدى الطويل.

أهم قواعد إدارة المخاطر في التداول

إليك سبع نصائح وقواعد أساسية لمساعدتك في إدارة مخاطرك بفعالية في التداول:

1. لا تتداول أبدا برأسمال لا تتحمل خسارته: كي يتوفر الأساس النفسي والمالي السليم للتداول في الأسواق المالية، يجب أن لا تتداول أبدا بأموال لا تستطيع تحمل خسارتها. خرقك لهذه القاعدة قد تكون مخاطرة غير محسوبة النتائج على مستواك النفسي والمادي والاجتماعي.

2. التزم بخطة واستراتيجية تداول واضحة لتجنب العواطف أثناء التداول: السبب الرئيسي لضرورة وجود استراتيجية تداول جيدة تتضمن عنصر إدارة المخاطر هو منعك كمتداول من اتخاذ قرارات خاطئة وغير مدروسة تستند إلى العواطف والمشاعر بدل الحقائق والإستراتيجية. 

إن بعض العواطف والمشاعر مثل الخوف والطمع والغرور والغضب على سبيل المثال يمكن أن تدفعك لاتخاذ قرارات خاطئة ومتهورة، فقد يدفعك الخوف إلي إغلاق صفقة رابحة خوفا من فقدان الأرباح المتوقعة، وقد يدفعك الطمع والغرور إلى تجاهل إدارة المخاطر والدخول في صفقة خاسرة، وقد يدفعك الخوف والغضب إلى اتخاذ قرارات خاطئة سريعة وغير مدروسة.

تذكر💡:

يلعب العامل النفسي دورا مهما في التداول ويؤثر بشكل مباشر على قرارات المتداول ونتائجه النهائية.

3. حدد وقف الخسارة (Stop Loss): يعتبر تحديد وقف الخسارة بشكل دقيق ومدروس أحد أهم قواعد إدارة المخاطر التي يجب عليك دائما إتباعها والالتزام بها.

عند تحديد حد وقف الخسارة، ستتمكن من التحكم في المبلغ المحتمل أن تخسره في أي صفقة، أي ستتمكن من حماية حسابك والتحكم في خسائرك والتقليل منها في حالة سارت الأمور بشكل سيء عكس توقعاتك، نتيجة حدوث تقلب حاد في السوق أو انعكاس مفاجئ لسعر الأصل أو الأداة المالية التي تتداولها.

كمتداول، يجب أن تسعى دائما لضمان حماية حسابك، فإذا حققت أرباحا يجب أن تحافظ عليها واذا تعرضت لخسارة يجب أن تكون في نطاق محدود وتحت السيطرة.

يشبه البعض التداول بدون تحديد وقف الخسارة كقيادة سيارة بدون فرامل، عواقبها أكيد ستكون كارثية، فتصور معي فرضا متداول بحساب صغير يفتح صفقات بأحجام كبيرة وبرافعة مالية ضخمة ولا يحدد وقف الخسارة، مجرد خبر يتعلق بسياسة بنك مركزي مثلا كافي أن يأتي على رأسماله بالكامل كلمح البصر.

تحديد مكان وحجم وقف الخسارة يجب أن يكون دقيقا ومدروسا وهناك عدة عوامل رئيسية يجب أخذها بعين الاعتبار، إليك أهمها:

- أدوات التحليل الفني (الدعم والمقاومة، المتوسطات المتحركة، النماذج الفنية وغيرها من الأدوات).

- نسبة المخاطرة للعائد: يجب أن يتناسب وقف الخسارة مع العائد الذي تتوقع تحقيقه.

- السوق من حيث التقلب وقوة حركة السعر: بعض الأدوات المالية حركاتها سريعة وعنيفة قد تتطلب منك حجم وقف خسارة أكبر، بينما البعض الآخر منها حركاتها بطيئة قد لا تتطلب منك ذالك.

تذكر💡:

لا تنسى تحديد وقف الخسارة.

4. حدد نسبة المخاطرة للعائد: تشير هذه النسبة إلى مقدار المخاطرة التي أنت مستعد لتحملها مقابل العائد الذي تتوقع تحقيقه.

يتم تحديد نسبة المخاطرة للعائد بوضع وقف خسارة وهدف (Take Profit) في كل صفقة، أي المتداول يحدد مقدما المبلغ الذي يكون على استعداد لخسارته في حالة حدوث انعكاس غير متوقع للسعر، ويحدد أيضًا الربح المتوقع من الصفقة إذا تحرك السعر في اتجاه توقعه.

كيفية تحديد نسبة المخاطرة للعائد

شرح توضيحي لصفقة شراء على زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمركي بنسبة مخاطرة للعائد 1:2 على منصة TradingView

كقاعدة عامة، يجب أن تسعى دائما لتحقيق نسبة مخاطرة للعائد لا تقل عن 1:2 (واحد إلى اثنين)، أكثر توضيحا تأكد دائما أن يكون العائد الذي تهدف لتحقيقه ضعف الخسارة المحتملة على الأقل، أي لكل دولار تخاطر به يجب أن يكون العائد الذي تتوقع تحقيقه دولارين على الأقل، بهذه الطريقة ومع الالتزام بنسبة مخاطرة ثابتة تستطيع أن تضمن على المدى الطويل زيادة أرباحك حتى لو كانت صفقاتك الخاسرة أكبر من الرابحة، وهذا ما يوضحه الجدول أدناه.

نسبة المخاطرة للعائد مقابل معدل الاصابة المطلوب لتكون استراتيجية المتداول مربحة

نسبة المخاطرة للعائد مقابل معدل الاصابة المطلوب لتكون استراتيجية المتداول مربحة

نصيحة:

ركز دائما على البحث عن فرص تداول بنسبة مخاطرة للعائد لا تقل عن 1:2.

5. حدد حجم المخاطرة للصفقة: يشير هذا إلى نسبة الأموال المعرضة للخسارة من إجمالي حجم حسابك في صفقة واحدة. 

كقاعدة عامة، لا تخاطر بأكثر من 1% إلى 2% من إجمالي حسابك في الصفقة الواحدة. على سبيل المثال، إذا كان حسابك 1000 دولار، يجب ألا تتجاوز مخاطرتك في الصفقة الواحدة 10 إلى 20 دولارًا. فخسارة 1% - 2% لن تؤثر بشكل كبير على حسابك الإجمالي وقد يسهل عليك تعويضها، بينما خسارة 20% أو 50% في صفقة واحدة على سبيل المثال قد يصعب عليك تعويضها بسهولة (الجدول أدناه يوضح أكثر ما شرحناه).

نسبة الخسارة من رأس المال مقابل نسبة الأرباح اللازمة لتعويضها

نسبة الخسارة من رأس المال مقابل نسبة الأرباح اللازمة لتعويضها

ملاحظة: كلما كانت نسبة المخاطرة في صفقاتك أقل، كان ذلك أفضل، لأنه كلما زادت نسبة مخاطرتك كلما زادت احتمالية خسارة رأسمال حسابك بشكل أسرع وبعدد صفقات خاسرة أقل.

نصائح مهمة:

  • التزم دائما بنسبة مخاطرة ثابة وعائد متغير.
  • لا تخاطر بأكثر من 5% من حسابك في مجموع صفقاتك اليومية.

6. حدد حجم الصفقة يتناسب مع أهدافك ومخاطرتك: تحديد حجم الصفقة بشكل دقيق ومدروس يعتبر الخطوة الأولى نحو بناء استراتيجية سليمة لإدارة مخاطر تداول الفوركس.

أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها معظم المتداولين المبتدئين، وحتى أولئك الذين لديهم خبرة في المجال، هي التداول بأحجام صفقات كبيرة جدًا وبطريقة عشوائية، دون مراعاة حجم حساباتهم وحجم الرافعة المالية التي يتداولون بها وطبيعة السوق الذي يتداولون فيه، حيث بمجرد أن تتحرك الأسعار عكس توقعاتهم تتعرض حساباتهم لخسارة غير محسوبة النتائج يصعب تعويضها بسهولة.

لنلق نظرة على مثال يتم فيه تجاهل إدارة المخاطر في تحديد حجم الصفقة.

دعنا نقول فرضا أنك فتحت حساب تداول برافعة مالية 1:100 وأودعت في حسابك 1000 دولار أمريكي، دخلت في صفقة شراء على زوج الدولار مقابل الين الياباني (USD/JPY) وبكامل الهامش المتاح في حسابك الذي هو المئة ألف دولار، أي واحد عقد ستاندر (1 لوت)، ودون مراعاة لإدارة المخاطر في هذه الصفقة.

هل تتوقع ماذا سيحدث إذا فشل توقعك لحركة السعر وتحرك عكس سعر دخولك بخمسين نقطة فقط؟ سوف يتعرض حسابك لخسارة قيمتها 500 دولار (50 نقطة مضروبة في 10 دولار قيمة النقطة عند تداول واحد عقد ستندر) وهي نصف رأسمال حسابك الأولي البالغ قيمته 1000 دولار، وإذا لم تغلق الصفقة على هذه الخسارة واستمر السعر في الهبوط قد يتعرض حسابك للتسييل من قبل وسيطك وتفقد كامل رأسمالك.

خلاصة هذا المثال هو أن حجم الصفقة يؤثر وبشكل مباشر على حجم مخاطرك ومكاسبك، وتحديده يجب أن يكون بطريقة دقيقة ومدروسة وبناءا على استراتيجيتك المتبعة وحجم حسابك ونسبة مخاطرتك وموضع وقف الخسارة.

معادلة حساب حجم الصفقة في الفوركس:

حجم الصفقة = (حجم الحساب × نسبة المخاطرة لكل صفقة) ÷ (إيقاف الخسارة × قيمة النقطة)

مثال:

إذا كان حسابك 1000 دولار، ومخاطرتك 1%، ووقف الخسارة 50 نقطة، فإن حجم الصفقة سيكون: (1000 × 0.01) ÷ (50 × 10) = 0.02 لوت ستاندرد (أو 2 عقد مايكرو).

معادلة حساب حجم الصفقة عند تداول الأسهم:

حجم الصفقة = (نسبة المخاطرة × رأس المال) ÷ حجم الوقف حجم الوقف = السعر الحالي للسهم - سعر وقف الخسارة.

مثال:

إذا كان حسابك 1000 دولار، نسبة المخاطرة 1%، وسعر السهم 20 دولارًا، ووقف الخسارة 19.5 دولارًا: حجم الصفقة = (0.01 × 1000) ÷ (20 - 19.5) = 10 ÷ 0.5 = 20 سهم.

يمكنك استخدام حاسبات حجم اللوت أو المركز المتوفرة عبر الإنترنت لتبسيط هذه العملية.

7. حدد نسبة الخسارة القصوى وراجع معدل الإصابة:

نسبة الخسارة القصوى: هي النسبة المئوية من إجمالي رأس المال التي بمجرد الوصول إليها، يجب عليك التوقف عن التداول وإعادة تقييم شاملة لخطتك واستراتيجيتك وإدارة مخاطرك. 

معدل الإصابة (Win Rate): هو عدد الصفقات الرابحة لاستراتيجيتك مقسومًا على العدد الإجمالي للصفقات خلال فترة زمنية محددة. 

تذكر: احتفظ دائمًا بسجل تداول (Trading Journal) لمراجعة أداء استراتيجيتك وتحسينها باستمرار.

الخلاصة:

إذا كنت تسعى لتصبح متداولًا محترفًا، فإدارة المخاطر ليست خيارًا، بل هي ضرورة قصوى. بدونها، قد تحقق نتائج على المدى القصير والمتوسط ولكن على المدى البعيد قد تخسر أموالك في النهاية.


شاركنا آراءك ومقترحاتك💬