إعلان

ما الفرق بين التداول والاستثمار وأيهما الأفضل؟

ما الفرق بين التداول والاستثمار وأيهما الأفضل سؤال يشغل أذهان الكثيرين ممن يرغبون في دخول عالم الأسواق المالية وهنا تبدأ الحيرة والشكوك هل يجب أن يتوجهوا نحو التداول أم الاستثمار؟ وعلى الرغم من التشابه السطحي بين المصطلحين، إلا أن كل منهما يمثل نهجًا مختلفًا لتحقيق الأهداف المالية نحو نمو مستدام وعوائد تراكمية على المدى البعيد.

في الواقع، يعتمد تحديد التوجه ما بين التداول أو الاستثمار بشكل كبير على أهداف الفرد المالية، ومستوى المخاطرة الذي يستطيع تحمله، ناهيك عن الوقت والجهد الذي يمكن تخصيصه لإدارة أمواله. 


الفرق بين التداول والاستثمار
الصورة بواسطة: Monstera Production

في هذه التدوينة، سنحاول أن نوضح لك عزيزنا القارئ مفهوم كل من التداول والاستثمار وأبرز مميزاتهما. كما سنستعرض الفروقات الجوهرية بينهما، لمساعدتك في نهاية المطاف على اتخاذ قرار مستنير بشأن أيهما الأنسب لك لتحقيق أهدافك المالية.

ما هو التداول (Trading)؟

التداول هو عملية شراء وبيع الأصول المالية مثل الأسهم، العملات (الفوركس)، السلع، والعملات الرقمية بهدف تحقيق أرباح من تغيرات أسعارها على المدى القصير والمتوسط. وتتم عملية بيع وشراء هذه الأصول من خلال البورصات العالمية والمحلية أو عبر منصات التداول الإلكترونية على شبكة الإنترنت التي توفرها شركات الوساطة المتخصصة في هذا المجال (كالوسيط Exness على سبيل المثال).

  • الهدف: تحقيق مكاسب سريعة من خلال الاستفادة من التحركات السعرية اليومية، الأسبوعية، أو حتى اللحظية. 
  • المدة الزمنية: قصيرة جدًا، تتراوح من بضع ثوانٍ إلى أيام أو أسابيع قليلة. 
  • التحليل المعتمد: يعتمد المتداولون بشكل أساسي على التحليل الفني، وهو دراسة الرسوم البيانية وأنماط الأسعار والمؤشرات لتوقع التحركات المستقبلية. 
  • المخاطر: التداول ينطوي على مخاطر أعلى بسبب الاعتماد على التقلبات السعرية والرافعة المالية، مما قد يؤدي إلى خسائر سريعة وكبيرة. 
  • النشاط المطلوب: يتطلب نشاطًا ومراقبة مستمرة للسوق واتخاذ قرارات سريعة.

أبرز مميزات التداول  

يركز التداول على تحقيق أرباح قصيرة المدى من تقلبات الأسعار اليومية أو الأسبوعية أو حتى اللحظية. يعتمد المتداولون فيه بشكل كبير على التحليل الفني ومراقبة السوق بشكل مستمر. 

للتداول العديد من المميزات نوجز لك أبرزها في ما يلي:.

1. عوائد سريعة ومحتملة: 

يمكن للمتداولين تحقيق أرباح سريعة، أحيانًا في غضون ساعات أو دقائق، من خلال الاستفادة من التحركات الصغيرة في الأسعار. هذا يجعله جذابًا لمن يبحث عن مكاسب مالية سريعة. 

2. تنوع الأصول المتاحة: 

يمكن للمتداولين التداول في مجموعة واسعة من الأصول، مثل الأسهم، العملات، السلع (مثل الذهب والنفط)، العملات الرقمية، وعقود الفروقات (CFDs)، مما يتيح لهم الاستفادة من الفرص في أسواق متعددة.

3. المرونة والاستفادة من الاتجاهين: 

يمكن للمتداولين الاستفادة من الأسواق الصاعدة والهابطة على حد سواء (البيع على المكشوف في الأسواق الهابطة). هذه المرونة تسمح لهم بالتكيف مع ظروف السوق المختلفة. 

4. الاستقلالية والمرونة في العمل: 

العديد من المتداولين يتمتعون بـالاستقلالية في العمل، حيث يمكنهم التداول من أي مكان تقريبًا يتوفر فيه اتصال بالإنترنت. كما أنهم يحددون ساعات عملهم الخاصة، مما يوفر مرونة كبيرة في الجدول الزمني، وهو أمر جذاب للكثيرين.

5. إمكانية استخدام الرافعة المالية: 

تتيح الرافعة المالية للمتداولين التحكم في حجم أكبر من رأس المال باستخدام مبلغ صغير نسبيًا من أموالهم الخاصة، مما قد يضخم الأرباح المحتملة (ولكن يضخم الخسائر أيضًا). 

6. التحكم في التعرض للمخاطر الليلية/الإخبارية: 

المتداولون اليوميون، على سبيل المثال، يغلقون صفقاتهم قبل نهاية يوم التداول، مما يزيل مخاطر حدوث فجوات سعرية كبيرة ناتجة عن أحداث إخبارية غير متوقعة تحدث خارج ساعات السوق. 

على الرغم من هذه المميزات، من المهم جدًا التذكير بأن التداول ينطوي على مخاطر عالية جدًا، ويتطلب انضباطًا صارمًا، إدارة مخاطر قوية، وتعلمًا مستمرًا.

ما هو الاستثمار (Investing)؟ 

الاستثمار هو عملية تخصيص رأس المال في أصول مالية مثل الأسهم، السندات، العقارات، أو المشاريع التجارية بهدف بناء الثروة على المدى الطويل، من خلال نمو قيمة الأصل أو توليد دخل منه (مثل توزيعات الأرباح). 

  • الهدف: تحقيق نمو ثابت ومستدام لرأس المال على المدى الطويل، وتحقيق الأهداف المالية الكبرى مثل التقاعد أو تعليم الأبناء. 
  • المدة الزمنية: طويلة جدًا، تمتد لسنوات أو عقود.
  • التحليل المعتمد: يعتمد المستثمرون بشكل رئيسي على التحليل الأساسي، وهو دراسة الأداء المالي للشركات أو الأصول وقيمتها الجوهرية وظروف الاقتصاد الكلي. 
  • المخاطر: يُعتبر الاستثمار أقل خطورة نسبيًا من التداول، لأنه يتجاهل التقلبات اليومية ويركز على القيمة الحقيقية للأصول. 
  • النشاط المطلوب: يتطلب جهدًا ووقتًا أقل، حيث لا يحتاج المستثمر لمراقبة السوق بشكل يومي.

أبرز مميزات الاستثمار

تماما كالتداول للاستثمار العديد من المميزات أيضا إليك أبرزها:

1. بناء ثروة على المدى الطويل: 

الاستثمار هو المسار التقليدي لبناء الثروة وتحقيق الأهداف المالية الكبيرة مثل التقاعد، شراء منزل، تمويل تعليم الأبناء أو بناء ثروة للأجيال القادمة. يعتمد على مفهوم "العوائد المركبة" حيث تنمو الأرباح على مدى فترات طويلة. 

2. مخاطر أقل نسبيًا: 

بشكل عام، يعتبر الاستثمار طويل الأجل أقل خطورة من التداول قصير الأجل، لأنه يتجاهل التقلبات اليومية ويركز على النمو الأساسي للشركات أو الأصول مع مرور الوقت. 

3. وقت وجهد أقل: 

يتطلب الاستثمار وقتًا وجهدًا أقل بكثير مقارنة بالتداول، حيث يكفي غالبًا إجراء بحث أولي جيد ومراجعات دورية بسيطة للمحفظة.

4. ضغط نفسي أقل: 

نظرًا لأن المستثمرين لا يحتاجون لمراقبة السوق بشكل مستمر أو اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط، فإن الاستثمار عادة ما يكون أقل إرهاقًا وتوترًا. 

5. دخل سلبي محتمل (توزيعات الأرباح): 

العديد من الأسهم والسندات توزع أرباحًا أو فوائد بشكل منتظم، مما يوفر للمستثمرين مصدر دخلا سلبيا ثابتًا من استثماراتهم بجانب النمو المحتمل في قيمة الأصل نفسه. 

6. فوائد ضريبية: 

في بعض الأنظمة الضريبية، قد تكون مكاسب رأس المال طويلة الأجل خاضعة لضرائب أقل من مكاسب التداول قصيرة الأجل. 

7. وسيلة جيدة للتحوط ضد التضخم (Inflation Hedge): 

أحد أهم أهداف الاستثمار هو حماية قوتك الشرائية من تآكل التضخم. عندما تترك أموالك نقدًا، فإن قيمتها الحقيقية تنخفض بمرور الوقت بسبب ارتفاع الأسعار. الاستثمار في أصول مثل الأسهم أو العقارات أو الذهب يهدف إلى تحقيق عوائد تتجاوز معدل التضخم، وبالتالي تحافظ على قيمة أموالك أو تزيدها بمرور الزمن.

ما الفرق بين التداول والاستثمار وأيهما الأفضل؟

يركز التداول على تحقيق أرباح سريعة من خلال شراء وبيع الأصول (مثل الأسهم، العملات، السلع) في فترات زمنية قصيرة (يومية، أسبوعية)، ويعتمد بشكل كبير على التحليل الفني. ينطوي على مخاطر أعلى ويتطلب متابعة مستمرة للسوق. بينما الاستثمار يهدف إلى بناء الثروة على المدى الطويل من خلال شراء الأصول والاحتفاظ بها لفترات طويلة (سنوات أو عقود)، بهدف النمو التدريجي في القيمة أو الحصول على دخل (مثل الأرباح الموزعة). يعتمد على التحليل الأساسي للشركة أو الأصل، ويكون أقل خطورة بشكل عام مقارنة بالتداول.

وإذا كنت تتساءل عن الأفضل ما بين التداول أو الاستثمار فهذا يعتمد بشكل رئيسي على:

  • مدى قدرتك على تحمل المخاطر.
  • مستوى المعرفة والخبرة لديك في السوق.
  • والأهداف المالية التي تسعى لتحقيقها.

فإن كنت تفضل المخاطرة العالية وتحقيق أرباح سريعة، فقد يكون التداول هو الخيار الأفضل لك، لكن يجب أن تكون مستعدًا لمتابعة السوق بشكل مستمر. أما إذا كنت تفضل المخاطرة المعتدلة وترغب في بناء محفظة طويلة الأجل، فإن الاستثمار  قد يكون الأنسب لك، حيث يتيح لك الاستفادة من نمو قيمة الأصول بمرور الوقت.

ما هي أوجه التشابه بين مجال التداول والاستثمار؟

في الحقيقة، يكمن وجه التشابه بين التداول والاستثمار في كونهما طريقين لتحقيق الأرباح من الأسواق المالية من خلال التعامل مع الأصول المالية مثل الأسهم، السندات، العملات، أو السلع. ورغم اختلاف المنهج والأهداف إلا أن هناك عدة نقاط مشتركة بين التداول والاستثمار:

1. الهدف الأساسي: 

يهدف كلا المجالين إلى تحقيق أرباح مالية، سواء كانت قصيرة الأجل كما في التداول أو طويلة الأجل كما في الاستثمار.

2. الاعتماد على الأصول المالية: 

سواء كنت متداولًا أو مستثمرًا، فإنك تعمل في نفس الأسواق المالية وتتعامل مع نفس الأصول، مثل الأسهم، العملات الرقمية، أو السلع.

3. تحليل الأسواق: 

يتطلب النجاح في التداول والاستثمار فهمًا جيدًا للأسواق المالية. حيث يستخدم التحليل الفني في التداول لتحليل تحركات الأسعار، بينما يستخدم التحليل الأساسي في الاستثمار لتقييم أداء الشركات والعوامل الاقتصادية المؤثرة.

4. التعرض للمخاطر: 

ينطوي كل من التداول والاستثمار على مخاطر مالية، حيث يمكن أن تتقلب قيمة الأصول بسبب عوامل السوق المختلفة.

5. الاعتماد على التخطيط: 

لتحقيق النجاح، يتطلب كلا المجالين وضع استراتيجيات واضحة، سواء كانت قصيرة الأجل للتداول أو طويلة الأجل للاستثمار.

6. إمكانية تحقيق العوائد: 

يمكن أن يحقق الأفراد في كلا المجالين عوائد مالية، بشرط إدارة المخاطر بشكل جيد والاعتماد على قرارات مدروسة.

على الرغم من الفروق بين التداول والاستثمار في الأهداف والنهج، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو السعي لتحقيق الربح من الأسواق المالية، ما يجعل الفهم الجيد لكلا المجالين أداة أساسية لأي شخص يرغب في النجاح فيهما.

أيهما الأفضل التداول أم الاستثمار؟

لن نكذب عليك! الاستثمار هو الأفضل لأنه يعد أكثر استقرارًا وأقل خطورة، مما يجعله الخيار الأفضل للأفراد الذين يسعون لتحقيق نمو مضمون نسبيًا على المدى الطويل.

بينما التداول مناسب لأولئك الذين لديهم وقت كافٍ لمتابعة السوق، مهارات تحليلية متقدمة، واستعداد لتحمل المخاطر العالية. ومع ذلك، ليس هناك "ضمان مطلق" للنجاح بسبب طبيعة الأسواق المالية المتقلبة.

شاركنا آراءك ومقترحاتك💬